ملتقي الناصريين
ناصريون نعم ناصريون
ناصريون نغني ما نشاء الارض والحريه
ناصريون نلعق ما تبقي من دمائنا
ولا نغتاد من ثدي الكلاب
من قال ان جمال مات من افتري من قال زال
هو صامد في حوبة الميدان
هو شعلة الفولاذ في دمنا علي درب النضال
ما مات عملاق العروبة قم فاذن يا بلال
لا تغمدن السيف يصدأ بل سله ابدا
فالناصرية سيف ليس ينغمد
اذا ما قلبوها يمينا بعد ميسرة
كانت هي الداء وكانت هي الخطر
لا تبرح الشعلة الحمراء موضعها
فالناصريون وميض اينما ذهبوا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقي الناصريين
ناصريون نعم ناصريون
ناصريون نغني ما نشاء الارض والحريه
ناصريون نلعق ما تبقي من دمائنا
ولا نغتاد من ثدي الكلاب
من قال ان جمال مات من افتري من قال زال
هو صامد في حوبة الميدان
هو شعلة الفولاذ في دمنا علي درب النضال
ما مات عملاق العروبة قم فاذن يا بلال
لا تغمدن السيف يصدأ بل سله ابدا
فالناصرية سيف ليس ينغمد
اذا ما قلبوها يمينا بعد ميسرة
كانت هي الداء وكانت هي الخطر
لا تبرح الشعلة الحمراء موضعها
فالناصريون وميض اينما ذهبوا
ملتقي الناصريين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحقبة الناصرية وقضية التعذيب

اذهب الى الأسفل

الحقبة الناصرية وقضية التعذيب Empty الحقبة الناصرية وقضية التعذيب

مُساهمة  وليد سامى الإثنين مايو 02, 2011 3:16 am

على سبيل التقديم

تعتبر قضية التعذيب من اهم القضايا التى ارتبط اسمها بالحقبة الناصرية فذهب البعض الى اعتبارها سمة رئيسية من عهد عبد الناصر بينما راح البعض الاخر ينفيها نفيا باتا وبين هذا وذاك سنحاول ان نحلل قضية التعذيب فى سياق عدة اعتبارات

اولها طبيعة الثورة كغيرها من الثورات عبر التاريخ فهناك دائما ذلك الهاجس من الانقضاض عليها من الثورة المضادة وبالعكس فقد كانت ثورة يوليو من اقل الثورات فى تاريخ العالم عنفا

ثانيا ان الثورة جاءت بمشروع لبناء الدولة الحديثة فى مصر وفق اعتبارات تتضمن الجوانب الاجتماعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجوانب السياسة والاقتصادية وبالتالى كان على الثورة فى مواجهة اعدائها من الاستعمار والرجعية ان تحافظ على سلامة الجبهة الداخلية ومن هنا كانت دولة التنظيم الواحد وهو نظام كان سمة هذه الفترة من تاريخ العالم

ثالثا قضية الولاء فقد كانت الثورة تطلب الولاء قبل كل شىء وللاسف كان للمختلفين مع الثورة علاقات مؤكدة بدول اجنبية لذلك وضعتهم الثورة موضع الاعداء رغم ان مسافة الاختلاف الفكرى ليست بعيدة خاصة ان الثورة فى بدايتها لم تكن تحمل اى مشروع او رؤية كاملة للمستقبل



عـبـد الـنـاصـر والـيـسـار(سـان بـيـتـرز)ا**

عندما قامت الثورة كانت ثورة وطنية وذات وتوجه قومى وكانت حركة القومية العربية قد بدات فى النهوض ؛ وقتها كان اليسار متاثرا بعوامل خارجية واكتفى باتهام الثورة بالعمالة لامريكا والغرب واغفل اليسار القضية الوطنية والوضع الاقليمى الذى تنتمى اليه مصر وكان توجههم للكتلة الشرقية واضح وهو ما يؤكده عبد الناصر فى احد تصريحاته فى اجتماع اللجنة التحضيرية المنعقدة عام1962 مخاطبا خالد محمد خالد وهو يطالبه بالحرية والديموقراطية فيقول< يوجد شيوعيون طلقاء وانت تعرف ذلك وانا اعرف ذلك وكل الناس يعرفون انه يوجد ماركسيون خارج السجن لكن الحزب الشيوعى المصرى ياخذ تعليمات من (صوفيا) وقيادتة موجودة فى صوفيا وياخذ تعليمات من بغاريا كيف اقول عن هؤلاء الناس انهم وطنيون وامن لهم ان يتصدروا قيادة هذا الشعب >

وهو ما يؤكده مرة اخرى حيث يقول ( ان اى واحد يتلقى تعليمات من الخارج اعتبرة غير امين على بلده وانا متاكد بكل اسف انهم ياخذون تعليمات من الخارج ) ومن هنا كانت قضية الولاء هى القضية الرئيسية فى علاقة عبد الناصر بالتيارات السياسية وهو ما يؤكده محمد سيد احمد الذى عرف تعذيب الشيوعيين فى سجن ابو زعبل حيث يقول ان التعذيب كان من اجل الولاء وكان عبد الناصر يطلب الولاء قبل كل شىء وكان هذا يتاثر بالموقف بين القاهرة وبغداد او بين القاهرة وموسكو

وهذا واضح جدا فى الخلاف مع عبد الكريم قاسم مثلا فى العراق وهجومه على القوميين كذلك ما كانت تقوم به اذاعة صوفيا فى مهاجمة عبد الناصر ومن اهم القضايا التى اثيرت بين حكومة بلغاريا والثورة فى مصر قضية تعذيب القائمقام يوسف صديق حيث اشاع راديو صوفيا انه يعذب داخل السجن ويجلد ويصرخ ويستغيث وانه يعيش وراء اسوارا عالية وهو ما دفع يوسف صديق نفسه الى الذهاب الى السفارة البلغارية فى القاهرة وكتب ما نصه

الاتى

(السيد المحترم القائم باعمال السفارة البلغارية بالقاهرة بعد الاحترام مقدمة القائمقام (ح) يوسف منصور صديق عضو مجلس الثورة السابق اعرض الاتى دئبت اذا عة صوفيا فى الايام الاخيرة على ترديد اسمى فى اذاعتها فى اخبارا ليس لها ظل من الحقيقة فهى تزعم اننى معتقل واننى الاقى تعذيب فى المعتقل وتردد ذلك فى مناسبات معتددة الامر الذى دعانى للحضور بنفسى اليكم لتاكيد عدم صحة هذة الاخبار ولما كان ترديد هذه الاذاعات لا يفيد شعب بلغاريا ولا شعب الجمهورية العربية المتحدة فاننى قد اتيت لسيادتكم راجيا وضع حدا لهذه الاذاعات البعيدة عن الحقيقة والتى من شانها ان تعكر الجو بين شعبين صديقين يعملان معا فى معسكر السلام واننى ارجو ان تقبلوا تحياتى وشكرى قائمقام يوسف صديق )

ومرورا فوق كل هذا لا يمكننا ان ندعى انه لم يكن هناك تعذيب او ان عبدالناصر نفسه لم يكن يعلم بقضية التعذيب ولكننا نختلف هنا فى درجة التعذيب التى تحدث عنها الكثير ومن الجدير بالذكر تلك الحادثة التى تؤكد كيف كانت درجة التعذيب فى السجون فالمعروف انه اثناء نظر قضية الحزب الشيوعى المصرى وكان المتهم فيها كلا من د.فؤاد مرسى ود.اسماعيل صبرى عبدالله واثناء تواجد المتهمين فى المحكمة فوجىء الجميع ان اسماعيل صبرى الدفاع وقام هو ليقدم دفاعا قانونيا مجيدا امام المحكمة ، فى هذا الدفاع السياسى راح السجين يشير الى الاسباب التى جعلت اليسار يدخل السجون وما هى اسبا اختلافه مع عبد الناصر وكيف ان اختلاف التوجهات هى السبب فى الخلاف بين اعضاء الحزب الشيوعى وعبد الناصر رغم اتفاقهما فيما بعد فى التوجه الى المجتمع واعتناق الاشتراكية كان هذا دافعا لرجال المخابرات لارسال تقرير عن المساجين من الشيوعيين وكيف انهم قالوا كل شىء بتأن وبدون تخوف او تردد فاندهش عبد الناصر لهذا وقال بسرعة (الناس دى نازلة فى لوكاندا )

ويذكر د.اسماعيل انه بعد هذه الحادثة زادت درجة التعذيب مع تشديد كبير على منع الاوراق والاقلام والاتصالات الداخلية والخارجية ولكن كيف كان التعذيب حتى نكون اكثر موضوعية ، يذكر د.لويس عوض انه كان معتقلا فى الفيوم وكان الاعتقال كما يقول يتم باحترامنا فى حين انه لما انتقلنا الى ابى زعبل تحول المعتقل من عزل للسجناء واعطاءهم ارقام الى قطع الاحجار والضرب المبرح لكن لا يصل ابدا الى درجة التعذيب حتى الموت وهو ما نذكر على اثره قضية شهدى عطية الذى مات بالسجن من اثر القسوة فى التعامل معه ،لكن لا ننسى انه كان مريضا بالقلب وانه عندما علم عبدالناصر بموته وكان باحدى دول اوروبا الشرقية غضب بشدة وامر بوقف كل عمليات التعذيب السياسى

ان قضية وفاة شهدى عطية فى 15\6\1960 تدل على وجود تعذيب بشكل من الاشكال لكنه لم يكن ذلك التعذيب الذى يصل الى الموت وفى هذا فان جهاز الدولة يكون هو المسئول بالشكل الاكبر عن تدرج اوامر التضييق حتى تصل فى نهاية السلم التنفيذى الى تعذيب بدنى

وهو ما اكده محمد حسنين هيكل لحسنين كروم فى كتابه (عبد الناصر المفترى عليه) ان عبد الناصر كان يعلم بحدوث تعذيب واعتقالات لالاف الاشخاص وكتب هيكل ملمحا بذلك فى الاهرام

وفى شهادة شمس بدران نجده يقول ( اقول للقضاء المصرى والراى العام اننى اتحمل المسئولية الكاملة عن كل ما وقع فى ما يسمى بالتعذيب فى القضايا التى شرفت على التحقيق فيها وكان الهدف مصلحة عليا ) وهو ما نلاحظه فى اساليب كل اجهزة المخابرات العالمية بلا استثناء فطائرات المخابرات الاميركية التى تحمل المعتقلين فى قضايا ما يعرف باسم (الارهاب) تهبط فى كل مطارات العالم ومنها دول عربية وسجن غوانتانامو خير دليل واكبر شاهد على حقيقة الامر ؛ اننا فقط ننظر للتاريخ من ستار المعاصرة والمثالية وهو ما يتنافى مع الحقيقة والواقع

من هنا لابد من توضيح رفضنا الكامل للتعذيب بكافة اشكاله - باستثناء قضايا الخيانة - الا انه من نظرتنا للواقع وللتاريخ نجد ان البشرية مارست التعذيب بكافة اشكاله وبكافة صوره حتى صار فعلا انسانيا طبيعيا

وبالعودة الى اليسار فقد كانت علاقة عبد الناصر متوجسة بالنسبة للتنظيمات خارج التنظيم الرسمى للدولة فقد كان عبد الناصر حريصا على ان يكون المعارضين تابعين للتنظيم الرسمى للدولة ولهذا كان الصراع حينما رفض اليسار حل الحزب الشيوعى كذلك الاخوان الذين رفضوا من قبل الانضمام الى هيئة التحرير والحكومة لقد كان اساس علاقة عبد الناصر مع اليسار الا ينضموا بشكل تنظيمى او حتى ان كان لهم تنظيم سرى فلابد ان ينتهى عند سامى شرف اى انه يغلب الولاء اولا

فيقول عبد الناصر(من حقكم ان تبشروا بالاشتراكية على طريقة القديس سان بيترز لكن غير مسموح لكم ان تستندوا من الجماهير ضد النظام ) وبالتالى فالمعارك التى دخلتها الثورة كانت تحتاج لوحدة الصف ولم يكن هناك وقتها اى فرصة للخروج عن التنظيم الرسمى ومع هذا فقد كانت الحرية متاحة بشكل كبير بشرط الا ينتمى المثقف او السياسى المعارض لاى تنظيم سياسى مضاد للنظام القائم

ونذكر ان عبد الناصر رفض مصادرة كتاب( الديموقراطية ابدا )لخالد محمد خالد وهو ما يؤكده بنفسه حيث قال (علمت ان بعض الضباط بادروا بالفعل بمصادرة الكتاب غير ان عبد الناصر رفض المصادرة )

وفى شهادة لاسماعيل صبرى عبد الله يقول انه لم يكن يعانى من الحرية فى التعبير السياسى فحين خرجنا من السجن وبدانا نكتب فى مجلة الطليعة كانت هناك اشياء كثيرة تحتاج النقض وكنت اكتب بحرية مطلقة دون قيد وذلك لاننا لم ننتمى لتنظيم ضد النظام القائم وهو ما ردده محمد سيد احمدحيث قال ( طيلة حياتى لم اشعر قط فى الصحف كالاهرام مثلا فقد كتبت الكثير عن عيوب الديموقراطية وعيوب الاشتراكية )

لقد كان اليسار المصرى يغفل الدور الاجتماعى وانصب اهتمامه على قضية التحرر من الاستعمار قبل الثورة ؛ وهو ما يؤكده د.صبرى عبد الله حيث يقول ان البعد الاجتماعى قد نما لدينا بعد ذلك ؛ وان البعد الاجتماعى للديمقراطية قد اعطى لنا بعدين اخرين هما ان الاستعمار ليس ظاهرة سياسية فحسب وانما هو ظاهرة اقتصادية فى الاساس الاول ومن هنا كان اللقاء فى فترة الهدنة مع عبد الناصر الذى يقول فى المؤتمر الوطنى لقوى الشعبية 1961 (ان النظام السياسى والاقتصادى مرتبطان اجل انهما مرتبطان ؛ ونحن حينما نقول النظام الاشتراكى انما نعلن ذلك لنقسم طريقنا تماما كما نقول ؛ حرية الكلمة وحرية التصرف وحرية الملكية وحرية التجارة ؛ كل ذلك مسميات لشىء واحد هو الحرية ؛ ان الاشتراكية والديمقراطية شىء واحد ؛ لان الاقتصاد لا ينفصل عن السياسة بل يؤثر فيهما ويحركهما) فى نهاية الامر كان اليسار اقدر على قراءة العلاقة مع عبد الناصر ونقدها نقدا موضوعيا

وهو ما لن نجده فى العلاقة بين الثورة وجماعة الاخوان المسلمون



عبد الناصر والاخوان ( أكاذيب الفجر)ا**

فى حين كان الخلاف بين الثورة واليسار خلافا فى التوجهات ؛ الا ان الخلاف مع جماعة الاخوان المسلمون كان له عدة اشكال بل انه تطور عبر مراحل تاريخية مختلفة استطاعت فيها الجماعة رغم الضربات الامنية المتتالية ان تحافظ على تنظيمها ووجودها ؛ فقد انشات جماعة الاخوان المسلمون على يد الشهيد حسن البنا فى مارس 1928 م ؛ وكانت جماعة دعوية دينية هدفها الامر بالعروف والنهى عن المنكر ومحاربة مظاهر الفساد التى بدأت تظهر فى المجتمع المصرى ؛ الا اننى اميل الى ان السبب الرئيسى وراء انشاء الجماعة بل ونهضتها واستمراريتها كان دافعا سياسيا على أثر سقوط الخلافة العثمانية وفى محاولة لمواجهة تيار العلمانية الذى قضى على الخلافة وانشا الجمهورية التركية ؛ لقد كان دائما -ومازال- حلم الخلافة تلك الدولة العالمية المترامية الاطراف يراود كل المسلمين ؛ لهذا كانت جماعة الاخوان المسلمون من اكثر التيارات السياسية التى حافظت على وجودها وكيانها مهما كان تاثيرها ذلك لانها ارتبطت بذلك الحلم البعيد ؛ تلك الامبراطورية ( دولة الخلافة).لقد بدات الجماعة تتدخل شيئا فشيئا فى العمل السياسى ؛ ولكن نقطة التحول الاساسية فى تاريخ الجماعة كانت من بداية تنشيط عمل التنظيم الخاص فى قضية اغتيال االخازندار حين حكم على بعض شباب الاخوان فى قضية قتل جنود بريطانيين فى الاسكندرية بالاشغل الشاقة المؤبدة ؛ وقتها اعتبر الاخوان هذا الحكم ظالما وعلق الاستاذ البنا على هذا الحكم قائلا (ربنا يريحنا من الخازندار وامثاله ) وكان هذا بالنسبة لاعضاء التنظيم الخاص امرا صريحا بالقتل ؛ وفى صباح٢٣مارس من عام١٩٤٨م فقد كان المستشار أحمد الخازندار خارجا من منزله بشارع رياض بحلوان حيث تم اغتياله ومن ذلك الوقت دخلت جماعة الاخوان المسلمون فى صدام مع الدولة ؛ وقتها حاول البنا تهدئه الامور واصدر عدة بيانات تدين الحادث ؛ غير ان محمود فهمى النقراشى كان مصمما على اصدار قراره بحل جماعة الاخوان المسلمون وهو ما حدث بالفعل فى نوفمبر 1948 م ؛ وعلى اثر هذا القرار تم اغتيال النقراشى فى ديسمبر من نفس العام على يد احد اعضاء التنظيم الخاص وهو "عبد المجيد احمد حسن ؛ واصدر البنا تصريحه الشهير تبرئا من قتلة النقراشى واصفا اياهم بانهم ( ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين )ومنذ هذة الحادثة كان مصير حسن البنا قد ارتبط بتصرفات تنظيمه الخاص الذى كانت مهمته الرئيسية الجهاد فى سبيل الله ؛ وان كنا نضع علامات استفهام حول تحديد مفهوم الجهاد ومكانه فى ذلك الوقت ؛ اللهم الا المشاركة فى حرب فلسطين 1948 م.فى فبراير 1949 م يتم اغتيال حسن البنا اثناء خروجه من باب جمعية الشبان المسلمينويتولى المستشار حسن الهضيبى منصب المرشد العام للجماعة ليبدا فصلا جديدا من تاريخ الجماعة وصراعها مع السلطة الجديدة .فى 23 يوليو 1952م تقوم ثورة الضباط الاحرار لتنهى عهودا من الاستبداد فى ظل حكم اسرة محمد على ؛ ولتعود مصر للمصريين ؛ كان ضباط الثورة ( الضباط الاحرار) تنظيم سرى فى الجيش يتكون من تيارات سياسية مختلفة ؛ فكان منهم اليسار وبعض العناصر المنتمية لجماعة الاخوان المسلمون ؛ وتوحدوا جميعا خلف الهدف الواحد وهو القضية الوطنية وجلاء الاستعمار والقضاء على فساد الحكم وكانت علاقة الثورة بجماعة الاخوان المسلمون تحديدا علاقة طيبة رغم بيان التاييد المتردد الذى اصدره المستشار الهضيبى وهو عكس بيان التاييد الصريح الذى اصدرته الجامعة مثلا رغم ان فاروق كان ما زال فى القاهرة ولم يغادر البلاد بعد ؛ فقد تم استثناء جماعة الاخوان المسلمون من قرارحل الأحزاب السياسية فى يناير 1953 م- الذى باركته الجماعة - كذلك تك الافراج عن قتلة النقراشى ؛ وقامت الثورة باعادة محاكمة قتلة الشهيد البنا محاكمة عادلة كانت الشواهد تقول ان علاقة الثورة والاخوان تسير فى اتجاه العلاقات الايجابية وان الاخوان سيندمجون فى النظام الجديد الا ان ما حدث غير ذلك تماما ؛ فقد رفض الاخوان برئاسة المستشار حسن الهضيبى الاشتراك فى الحكومة ؛ فقد اتصل المشير عبدالحكيم عامر ظهر يوم 7 سبتمبر 1952م بالمرشد العام الذي رشح وزيرين من الجماعة هما: الشيخ احمد حسن الباقوري عضو مكتب الإرشاد والأستاذ احمد حسني.وبعدها ببضعة ساعات حضر إلى مبنى القيادة بكوبري القبة الأستاذان حسن العشماوي ومنير الدولة وقابلا جمال عبدالناصر وقالا إنهما قادمان ليدخلا الوزارة وموفدان من المرشد العام فرد عليهما جمال عبدالناصر بقوله: إنه ابلغ الشيخ الباقوري واحمد حسني بالترشيح وسوف يحضران بعد ساعة من الآن ليحلفا اليمين.اتصل عبدالناصر بالمرشد العام فوراً ليستوضح منه سبب تغيير أسماء المرشحين بعد أن تم إبلاغ الباقوري وحسني، فرد المرشد العام بأنه سيدعو مكتب الإرشاد للاجتماع بعد قليل وسوف يرد بعد ذلك على جمال عبدالناصر ولكنه لم يرد فعاود جمال عبدالناصر الاتصال به ففوجئ برد المرشد العام الذي أفاده بأن مكتب الإرشاد قرر عدم الاشتراك في الحكومة الجديدة، وعندما قال له جمال عبدالناصر إن مجلس قيادة الثورة ابلغ الشيخ الباقوري واحمد حسني وأنهما سيحضران بعد قليل لأداء اليمين رد عليه المرشد العام قائلاً" :نحن رشحنا صديقين للإخوان ولا نوافق على اشتراك الإخوان في الوزارةفي اليوم التالي نشرت الصحف المصرية تشكيل الوزارة الجديدة بعد أداء اليمين وكان ضمن أعضائها الشيخ احمد حسني الباقوري عضو مكتب الإرشاد وزيراً للأوقاف، فاجتمع مكتب الإرشاد وقرر فصل الشيخ الباقوري من جماعة الإخوان المسلمين واستدعى عبدالناصر الأستاذ حسن العشماوي وعاتبه على هذا التصرف وهدد بنشر جميع التفاصيل التي لازمت تشكيل الوزارة لكن العشماوي رجاه عدم النشر حتى لا تحدث مشكلة مع صفوف الإخوان تسيء إلى موقف المرشد العام



لقد كان موقفا غريبا من الاخوان وبخاصة من حسن الهضيبى ؛ لقد اختصر الهضيبى بالفعل أفكار جماعة الاخوان المسلمون فى مطالبة لعبد الناصر بفرض الحجاب وغيرها من المظاهر الدينية ؛ فلم يكن الاخوان يريدون الاشتراك مع الثورة والتعاون معها وانما فرض الوصاية عليها وان يظل تنظيم الاخوان بعيدا يحكم من وراء الستار حفاظا على التنظيم وتحسبا لتغير الاوضاع فى ظل العداء الذى واجهته الثورة من الغرب والطبقة الرجعية لقد قدم الهضيبى مطالب تتمثل في المطالبة بإصدار مراسيم بفرض الحجاب على النساء وإقفال دور السينما والمسارح ومنع وتحريم الأغاني و الموسيقى وتعميم الأناشيد الدينية واصدار مرسوم يلزم القائمين على حفلات وقاعات الافراح باستخدام أناشيد مصحوبة بايقاعات الصاجات (الدفوف) فقط، ومنع النساء من العمل وإزالة كافة التماثيل القديمة والحديثة من القاهرة وكل أنحاء مصر.كان رد عبد الناصر على هذه المطالب: "لن اسمح لهم بتحويلنا إلى شعب بدائي يعيش في أدغال أفريقيا مرة أخرى"، ورفض جميع هذه المطالب الجديدة التي تقدم بها "الإخوان المسلمون" وتساءل أمام مرشدهم الإمام حسن الهضيبي بصراحة ووضوح: "لماذا بايعتم الملك فاروق خليفة على المسلمين؟ ولماذا لم تطالبوه بهذه المطالب عندما كانت هذه الأشياء مباحة بشكل مطلق؟ ولماذا كنتم تقولون قبل قيام الثورة: "إن الأمر لولي الأمر"؟!!ثم كتب بخط يده تحت الورقة التي تضمنت تلك المطالب: "لن نسمح بتحويل الشعب المصري إلى شعب يعيش حياة بدائية في أدغال أفريقيا



وحين نلاحظ هذة العلاقة وتفاعلاتها نجد دائما اسم الهضيبى يتردد بشكل رئيسى كعامل اساسى فى الخلاف مع الثورة ؛ لقد كان الهضيبى نفسه وراء اصدار التعليمات الخاصة باغتيال جمال عبد الناصر فى المنشية 1954 م ؛ وفى كتابه ( من معالم الحق فى تاريخنا الاسلامى الحديث ) يقول الشيخ محمد الغزالى متحدثا عن المستشار حسن الهضيبى ( استقدمت الجماعة رجلا غريبا عنها ليتولى قيادتها ....ولقد سمعنا كلاما عن انتساب عدد من الماسون لجماعة الاخوان المسلمون منهم المستشار الهضيبى نفسه ولكنى لا اعرف بالضبط كيف استطاعت هذة الهيئات الكافرة بالاسلام ان تخنق جماعة كبيرة على النحو الذى فعلته ) وهو ما اكدته دراسة للباحث وائل ابراهيم الدسوقى تحمل اسم ( الماسونية والماسون فى مصر ) والتى جاء ذكر اسم حسن الهضيبى فيها على انه من ابرز الماسون فى مصر



بعدها تظهر شخصية سيد قطب الذى ورد اسمه فى نفس كتاب الشيخ الغزالى على انه من الماسون ؛ وهو ما اكدته دراسة وائل ابراهيم الدسوقى ؛ حيث قاد سيد قطب تنظيم 1965 م والذى كان يهدف الى القيام بعدد من التفجيرات بهدف احداث اضطرابات امنية وكان منها مخطط تفجير القناطر الخيرية ؛

لقد ارتكز فكر سيد قطب على ما جاء به المودودى فى باكستان حين قال بالحاكمية ؛ اى ان الدعوة الاسلامية مرتبطة باقامة سلطان ودولة الخالق على الارض وكأنه عز وجل فى حاجة لمن يقيم له دولة ؛ ولو كنا نعذر المودودى لظروف الباكستان فلم يكن للشعب الباكستانى اى رابطة سوى الرابطة الاسلامية لتكون لهم ملاذا يلجئوا اليه بعيدا عن الاغلبية الهندوسية ؛ لكن سيد قطب انحرف بفكره عن المنهج الاسلامى الصحيح ؛ المهم ان تنظيم 1965 م كان يهدف ايضا الى اغتيال جمال عبد الناصر شخصيا فوفقا لمذكرات على عشماوي القيادي بالجماعة، والذي تم سجنه فى قضية سيد قطب، وقرر السادات الإفراج عنه، قال إن الإخوان حاولوا قتل عبد الناصر عام 1954، وكرروا ذلك عام 1965، وذلك بعمل مجموعة سميت بمجموعة "البحث العلمي" وكانت تضم خريجي الإخوان من كليات العلوم قسم الكيمياء والفيزياء والأحياء، وخريجي كليات الهندسة، وباحثين فى المركز القومي للبحوث والطاقة الذرية، وكانت مهمة هذه المجموعة إجراء البحوث والتجارب على صنع المتفجرات والأحزمة والمواد الناسفة والقنابل والسموم، وكانت إحدى خطط اغتيال جمال عبد الناصر تشتمل على قتله بالسم

اذا كانت قضية تنظيم 1965 م واضحة المعالم ؛ وبرغم اعتراف سيد قطب نفسه - الذى تم حجزه بالمستشفى نظرا لحالته الصحية - الا ان العديد من الاخوان يفترضون انه تعرض لعمليات تعذيب اجبرته على اعترافاته فيما يخص شخصية مثل زينب الغزالى على سبيل المثال حيث يقول سيد قطب ان منير الدالة اخبره ان شباب متهورين من الاخوان يقومون بتنظيم وهم دسيسة على الاخوان بمعرفة المخابرات الامريكية التى وصلت اليهم عن طريق زينب الغزالى ؛ وان المخابرات المصرية كشفتهم وكشفت صلاتهم بالمخابرات الامريكية .

ومن هنا ومع اسم زينب الغزالى بشكل خاص تبدأ اساطير التعذيب الخرافية التى تحدثت عنها السيدة زينب الغزالى ؛ ومرورا فوق كتابها ( ايام من حياتى ) الذى صاغه لها مصطفى امين المتهم بالخيانة العظمى حيث تم القبض عليه سنة 1965 م فى حديقة منزله بالاسكندرية متلبسا مع ضابط المخابرات الامريكية بروس تايلور اوديل وحكم عليه بالاشغال الشاقة المؤبدة بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الامريكية ؛ وافرج عنه عام 1974 م افراجا صحيا باوامر السادات الذى استخدمه فى تشويه صورة عبد الناصر .فقد تابعت السيدة زينب الغزالى فى حديثها عن ذكرياتها فى السجن الحربى !! حيث تقول انها كانت تجد الرجال من عظام الامة وكفائاتها العلمية وهم يعذبون ومنهم علماء الازهر ؛ وكانت تقول لهم ( صبرا صبرا ال ياسر ) ثم تم سحبها وهى تعذب الى احد الزنازين وتم تعذيبها حيث تركوها مع الكلاب المتوحشة من المغرب الى الفجر ؛ طبعا نتعجب كثيرا هنا فكيف كانت السيدة زينب فى السجن الحربى ومع الرجال ؛ بالاضافة لتمسك السيدة زينب التى تعتبر نفسها - ام المؤمنين - بالتحدث باللغة العربية الفصحى وتوجيهها الحديث للرجال الذين يتم تعذيبهم بدون ذنب على قدر ما تعتقد هى او ما روجت له من اكاذيب

لقد كانت كل المتورطين فى قضية تنظيم 1965 م متهمون بالخيانة العظمى ؛ فقد خانوا الوطن وباعوا ضمائرهم ورغم ذلك نؤكد انهم قد تعرضوا لتعذيب ولكن ليس بهذة الاسطورة التى يروجون لها ؛ ومن ناحية اخرى فكيف لنا ان نتعاطف مع من تأمروا على الوطن وارتضوا خيانته!!

القضية الرئيسية هنا فى العلاقة المعقدة بين الثورة والاخوان تتلخص فى عدة اعتبارات ؛ اولها استغلال الدين فى الصراع السياسى فالتاريخ يحكى لنا عن الصراع السياسى بين بنى امية وبنى العباس ؛ فعندما قامت الدولة العباسية تم قتل كل خلفاء وابناء بيت بنى امية ؛ حتى انهم اخرجوا جثث الخلفاء الاموييين وجلدوها ولم يتهم التاريخ العباسيين بانهم كفارا او غير مسلمين ؛ بل ان الصراع السياسى بين الصحابة بعد وفاة الرسول والذى ادى لمقتل معظم الخلفاء الراشدين قد اداى فى النهاية لقيام الدولة الاموية ؛ وفى ذلك لم يكن فى مقدورنا ان نكفر احد الطرفين فهذا على بن ابى طالب امير المؤمنين ؛ وهذا معاوية الصحابى الجليل الذى له دور كبير فى نشر الدعوة ؛ غير ان استغلوا الدين بشكل منهجى لمعاداة خصومهم والامر الثانى هو دور السادات فى الانقلاب على التجربة الناصرية حيث اعتمد السادات فى سياسته على الاخوان بشكل رئيسى فى الهجوم على دولة عبد الناصر لتنفيذ سياسته فى التحول نحو الولايات المتحدة ؛ والقضاء تدريجيا على الارث القومى للفترة الناصرية ولو ان السحر انقلب على الساحر فى النهاية وظل نتاج عصره باقيا يزرع الفتنة بين بلاد العرب



فى النهاية نرى ان الخلاف بين الثورة التى انتهت عمليا بوفاة زعيمها جمال عبد الناصر فى سبتمبر 1970 وبين اليسار واليمين هو خلاف بين تنظيمات ؛ رغم ان المسافات الفكرية ليست بعيدة ابدا ؛ لو اخذنا فى الاعتبار البعد القومى لكل قضية ؛ فالعالمية سواء فى اليمين او اليسار لابد لها ان تمر من المحيط القومى اولا ؛ لابد لها من اسس قومية تفرضها قوانين الجغرافيا والمكان ؛ ومن هذة القوانين نستطيع ان نوفر نقطة لقاء بيننا جميعا ؛ لنسعى لدولة عربية واحدة ؛ دولة تصون السلام العالمى وتقوم بدورها فى الحضارة البشرية

دولة تصون ولا تبدد تحمى ولا تهدد ولا تقبل ابدا وصاية من احدا ؛ ترى مستقبلها برؤية استراتيجية وتتضامن مع محيطها الافريقى والاسلامى ؛ وتقف فى معسكر الخير والدفاع عن الفقراء فى العالم

ضد الامبريالية اى كان لونها ؛ ومهما كان دينها ؛ ومهما كانت قوتها



بقلم وليد سامى واصل



المصادر والمراجع

1- مذكرات ووثائق سرية لثورة يوليو ؛ د. مصطفى عبد الغنى ؛ دار اطلس للنشر والانتاج الاعلامى

2-الاخوان وعبد الناصر ؛ لعبد الله امام

3-جمال عبد الناصر (قراءة جديدة فى تاريخنا المعاصر ) ؛ عمرو صابح سيد

4- مذكرات زينب الغزالى ؛ تسجيلات مرئية وصوتية

5- خطب الرئيس جمال عبد الناصر ؛ موقع الرئيس جمال عبد الناصر على الانترنت

وليد سامى
جديد
جديد

رقم العضويه : 30
عدد المساهمات : 11
نقاط : 33
تاريخ التسجيل : 12/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى