خطة لبناء مدن في جنوب السودان على شكل ثمرة الأناناس والزرافة ووحيد القرن

خطة لبناء مدن في جنوب السودان على شكل ثمرة الأناناس والزرافة ووحيد القرن

وزيرة التخطيط العمراني في حكومة الجنوب لـ«الشرق الأوسط»: الخطة مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص

"الشرق الأوسط"
لندن: مصطفى سري
كشفت سلطات جنوب السودان عن خطة بتكلفة 10 مليارات دولار لإعادة بناء مدن المنطقة وفق تصاميم معمارية بأشكال فاكهة مثل الأناناس، وحيوانات مثل الزراف ووحيد القرن، لكن الخطة لم تتم إجازتها من قبل الحكومة حتى الآن.. ويأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه جنوب السودان لإجراء الاستفتاء الذي سيحدد مصيره في يناير (كانون الثاني) المقبل.
وقالت وزيرة التخطيط العمراني في حكومة الجنوب نونو كمبال، لـ«الشرق الأوسط»، إن خطة بناء المدن في الجنوب لم تتم إجازتها من قبل الحكومة في جوبا، وإنها تنتظر الإجازة. واعترفت بأن الخطة طموحة من ناحية التكاليف، وأنها مقدمة على أن تكون شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص. وقالت إن القطاع الخاص من داخل وخارج الجنوب سيسهم في تمويل المشروع وتنفيذه، وأضافت «يمكننا أن نبدأ بالتمويل الصغير، ومتى ما وجدنا تمويلا سنبدأ في تنفيذ المشروع». وأشارت إلى أن الحكومة لديها ضمانات للجهات الممولة. ورفضت كمبال وصف أن حكومتها تعمل من دون أولويات، وقالت «هل إعادة بناء المدن التي لم تشهد عمرانا من قبل تعتبر ترفا؟»، وتابعت «الحكومة في الجنوب ستقدم ما تستطيع من ناحية التمويل وتشجيع القطاع الخاص للدخول في هذا العمل».

وقالت كمبال إن شركات ومستثمرين من جهات مختلفة بما فيها من الدول العربية أبدوا استعدادهم للدخول في تنفيذ المشروع. وأضافت «نحن الآن في إطار المناقشة، وبعد إجازتها في الحكومة سنطرح المشروع على القطاع الخاص، وسنقدم للشركات عروضا وتحفيزا للدخول في هذا العمل». وأضافت أن خطة بناء المدن موجودة من فترة وتم تطويرها، وتابعت «لكن الآن نقدم شكلا جديدا في بناء المدن». وأشارت «بي بي سي» إلى أنه تم رسم مخططات تفصيلية للمدن الجديدة ومنها مدينة جوبا العاصمة الإقليمية لجنوب السودان التي سيعاد بناؤها وفق التصميم الجديد على شكل وحيد القرن.

ونقلت أن مدينة واو عاصمة ولاية غرب بحر الغزال تبدو في شكل زرافة تقريبا، ويقع مقر الرئاسة الإقليمية في عين الحيوان في التصميم الجديد، كما وضعت محطات معالجة مياه المجاري في التخطيطات الأولية تحت ذيل الزرافة، وتضيف أن ثمة أحاديث عن أن مدينة يامبيو في غرب الاستوائية ستكون على شكل ثمرة أناناس.

ولا تبدو هذه الاختيارات لأشكال المدن عشوائية أو غير منطقية، فهي تتطابق مع الرموز التي تظهر في أعلام ولايات جنوب السودان.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف ستوفر سلطات جنوب السودان مبلغ الـ10 مليارات دولار لجعل هذه المخططات واقعا؟

وتقول السلطات هناك تقول إنها فاتحت عددا من المستثمرين، بيد أن مراسلتنا هناك ترى أن الامر مازال يلفه عدم الوضوح نسبيا، فعلى الرغم من امتلاك جنوب السودان لثروة نفطية إلا أن الناس هناك مازالوا يعانون من الفقر وشظف العيش. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 90 في المائة من السكان يعيشون على ما مقداره أقل من دولار يوميا. وتشير «بي بي سي» إلى أن خطط تصميم المدن الجديدة تعكس نزعة التفاؤل الغامرة في إمكانية تحقيق استقلال جنوب السودان، بيد أن قضية العبور بهذه الخطط إلى مرحلة التنفيذ وتجسيدها في الواقع قضية أخرى.