بعض الدراسات الفكريه 3
صفحة 1 من اصل 1
بعض الدراسات الفكريه 3
مفهوم الامه
الأمّة-في جدل الإنسان- مجتمع ذو حضارة متميّزة من شعب معيّن مستقرّ على أرض خاصّة ومشتركة تكون نتيجة تطوّر تاريخي مشترك . ووفقـا لهذا التّعريف يتعيّن إبراز النّقاط التّالية :
- إنّ مميّزات الأمّة الأخـرى كوحــدة اللّغــة والثّقافــة المشتركة والعقيــدة الدينيّــة ... هي عناصر التّكوين الحضاري ، وهي تختلف من أمّة الى أمّة تبعا لظـروف التطوّر التّاريخي الذّي كوّنها .
• إنّ المميّز الأساسي للأمّة عن الجماعات الإنسانيّة السّابقة عليها (كالأسرة والعشيرة والقبيلة...) هو عنصر الأرض الخاصّة المشتركة ، الخاصّة بالجماعـة البشريّة المعيّنة دون غيرها من الجماعات الانسانيّة الأخرى المشتركة فيما بين النّاس فيها . ومن هنا ، فالأمّة هي تكوين واحد من النّـّاس (الشّعب) والأرض (الوطن) معا ... وإنّ آستبعاد عنصر الأرض الخاصّة المشتركة (ساطع الحصري مثلا) أو التّساهل بشأنه يمكن أن يصل بصاحبه الى مأزق كبير خاصّة إذا ما ركّز على الوحدة الثقافيّة أو الرّوحيّة ،النظريّـة التّي قامت عليها الحركة الصهيونيّة ...
• إنّ هذا التّعريف ليس تجميعا لملاحظات وآستنتاجات عن الظّاهرة التاريخيّة المسمّاة أمّة(7) بل هو نتيجة لآستعمال مقياس علمي (جدل الانسان) خلال النّظر الى المجتمعات في تطوّرها الجدلي وحركتها التّي لا تتوقّف من الماضي الى المستقبل ... وهو ما مكّن من تلك الإضافــة غير المسبوقـة : الإجابــة و لأوّل مرّة على سؤال "لماذا" تكوّنت الأمـم ؟ ولأهميّة هذه الاجابة نورد أهم عناصرها بشكل تفصيلي .
تتكوّن الأمـم خلال بحث النّاس عن حياة أفضل .
يقول جدل الإنسان :" في الانسان نفسه يتناقض الماضي والمستقبل ويتولّى الإنسان نفسه حلّ التّناقض بالعمل إضافة فيها من الماضي ومن المستقبل ولكن تتجاوزهما الى خلق جديد "، التّرجمة الاجتماعيّة لهذا القانون هي : إنّ المجتمعات تتطوّر خلال حلّ المشكلات التّي يطرحها واقعها مستهدفة دائما إشباع حاجاتها الماديّة والثقافيّة المتزايدة أبدا (حريات إضافيّة). على ضوء هذا نجد أنّ التّكوين القبلي كان حصيلة نموّ وإضافة تحقّقت خلال حلّ مشكلات الطور الذّي يسبقه (العشيرة) بعد أن عجز (هذا الطور) عن حلّها بامكانيّاته الخاصّة فهو إذن أكثر منه تقدّما أي فيه من الحريات للإنسان أكثر ممّا كـان وأكثر منه شمولا فيتضمّنه ولا يلغيه ولكن يضيف اليه ما يحدّده كما يحدّد الكلّ الجزء...
كذلـك التّكوين القومي للمجتمعات ، كان حصيلة نموّ إضافة تحقّقت خلال الحلّ الجدلي لمشكلات الطور الاجتماعي الذّي سبق القوميات (القبيلة) بعد أن عجز هذا الطور عن حلّها بامكانيّاته الخاصّة ، فهو أكثر منه تقدّما أي فيه من الحريات للإنسان أكثر ممّا كان وهو أكثر منه شمولا فيتضمّنه ولا يلغيه ولكن يضيف اليه ويحدّده كمـا يحدّد الكلّ الجزء ...
ــــــــــــــــــــ
(7) إنّ أغلب النظريّات التّي قيلت في الأمّة لم تكن نظريّات علميّة (قائمة على آستعمال منهج علمي) ، بل كانت مشاركة بالرّأي بحثت المسألة على ضوء طور خاصّ من أطوار المجتمعات هي الأمم أو القوميّات انطلاقا من ظروف كلّ أمّة ، فعندما قال الألمان "فيخت مثلا" بوحدة اللّغة ، فلأنّ الألمان المقسمين عهدئذ الى إمــــارات أو دويلات كانوا محتاجين الى وجودهم كأمّة لمواجهة العدوان الخارجي (حروب نابليون والغزو الاقتصادي من جانب انجلترا) فلم يجدوا أمامهم رابطة بين كلّ تلك الدّويلات الاّ اللّغة الألمانيّة ... وعندما قال الفرنسيّون بوحدة الإرادة ، فلأنّهم كانوا يعارضون نظريّة الألمان المؤسّسة على وحدة اللّغة وذلك ليبرّروا الاحتفاظ بالألزاس التّي يتكلّم سكّانها اللّغة الألمانيّة .... الخ
وهكذا فعندما تكتمل الأمّة تكوينا تكون بذلك دليلا موضوعيّا غير قابل للنّقض على أنّ ثمّة "وحدة موضوعيّة " - لا تتوقّف على معرفتنا - بين كلّ المشكلات التّي يطرحها الواقع القومــي ، أيّا كان مضمونها وأنّها بهذا المعنى مشكلات قوميّة لا يمكن أن تجد حلّها الصّحيح الاّ بآمكانيات قوميّة وقوى قوميّة في نطاق المصير القومي ...
الأمّة-في جدل الإنسان- مجتمع ذو حضارة متميّزة من شعب معيّن مستقرّ على أرض خاصّة ومشتركة تكون نتيجة تطوّر تاريخي مشترك . ووفقـا لهذا التّعريف يتعيّن إبراز النّقاط التّالية :
- إنّ مميّزات الأمّة الأخـرى كوحــدة اللّغــة والثّقافــة المشتركة والعقيــدة الدينيّــة ... هي عناصر التّكوين الحضاري ، وهي تختلف من أمّة الى أمّة تبعا لظـروف التطوّر التّاريخي الذّي كوّنها .
• إنّ المميّز الأساسي للأمّة عن الجماعات الإنسانيّة السّابقة عليها (كالأسرة والعشيرة والقبيلة...) هو عنصر الأرض الخاصّة المشتركة ، الخاصّة بالجماعـة البشريّة المعيّنة دون غيرها من الجماعات الانسانيّة الأخرى المشتركة فيما بين النّاس فيها . ومن هنا ، فالأمّة هي تكوين واحد من النّـّاس (الشّعب) والأرض (الوطن) معا ... وإنّ آستبعاد عنصر الأرض الخاصّة المشتركة (ساطع الحصري مثلا) أو التّساهل بشأنه يمكن أن يصل بصاحبه الى مأزق كبير خاصّة إذا ما ركّز على الوحدة الثقافيّة أو الرّوحيّة ،النظريّـة التّي قامت عليها الحركة الصهيونيّة ...
• إنّ هذا التّعريف ليس تجميعا لملاحظات وآستنتاجات عن الظّاهرة التاريخيّة المسمّاة أمّة(7) بل هو نتيجة لآستعمال مقياس علمي (جدل الانسان) خلال النّظر الى المجتمعات في تطوّرها الجدلي وحركتها التّي لا تتوقّف من الماضي الى المستقبل ... وهو ما مكّن من تلك الإضافــة غير المسبوقـة : الإجابــة و لأوّل مرّة على سؤال "لماذا" تكوّنت الأمـم ؟ ولأهميّة هذه الاجابة نورد أهم عناصرها بشكل تفصيلي .
تتكوّن الأمـم خلال بحث النّاس عن حياة أفضل .
يقول جدل الإنسان :" في الانسان نفسه يتناقض الماضي والمستقبل ويتولّى الإنسان نفسه حلّ التّناقض بالعمل إضافة فيها من الماضي ومن المستقبل ولكن تتجاوزهما الى خلق جديد "، التّرجمة الاجتماعيّة لهذا القانون هي : إنّ المجتمعات تتطوّر خلال حلّ المشكلات التّي يطرحها واقعها مستهدفة دائما إشباع حاجاتها الماديّة والثقافيّة المتزايدة أبدا (حريات إضافيّة). على ضوء هذا نجد أنّ التّكوين القبلي كان حصيلة نموّ وإضافة تحقّقت خلال حلّ مشكلات الطور الذّي يسبقه (العشيرة) بعد أن عجز (هذا الطور) عن حلّها بامكانيّاته الخاصّة فهو إذن أكثر منه تقدّما أي فيه من الحريات للإنسان أكثر ممّا كـان وأكثر منه شمولا فيتضمّنه ولا يلغيه ولكن يضيف اليه ما يحدّده كما يحدّد الكلّ الجزء...
كذلـك التّكوين القومي للمجتمعات ، كان حصيلة نموّ إضافة تحقّقت خلال الحلّ الجدلي لمشكلات الطور الاجتماعي الذّي سبق القوميات (القبيلة) بعد أن عجز هذا الطور عن حلّها بامكانيّاته الخاصّة ، فهو أكثر منه تقدّما أي فيه من الحريات للإنسان أكثر ممّا كان وهو أكثر منه شمولا فيتضمّنه ولا يلغيه ولكن يضيف اليه ويحدّده كمـا يحدّد الكلّ الجزء ...
ــــــــــــــــــــ
(7) إنّ أغلب النظريّات التّي قيلت في الأمّة لم تكن نظريّات علميّة (قائمة على آستعمال منهج علمي) ، بل كانت مشاركة بالرّأي بحثت المسألة على ضوء طور خاصّ من أطوار المجتمعات هي الأمم أو القوميّات انطلاقا من ظروف كلّ أمّة ، فعندما قال الألمان "فيخت مثلا" بوحدة اللّغة ، فلأنّ الألمان المقسمين عهدئذ الى إمــــارات أو دويلات كانوا محتاجين الى وجودهم كأمّة لمواجهة العدوان الخارجي (حروب نابليون والغزو الاقتصادي من جانب انجلترا) فلم يجدوا أمامهم رابطة بين كلّ تلك الدّويلات الاّ اللّغة الألمانيّة ... وعندما قال الفرنسيّون بوحدة الإرادة ، فلأنّهم كانوا يعارضون نظريّة الألمان المؤسّسة على وحدة اللّغة وذلك ليبرّروا الاحتفاظ بالألزاس التّي يتكلّم سكّانها اللّغة الألمانيّة .... الخ
وهكذا فعندما تكتمل الأمّة تكوينا تكون بذلك دليلا موضوعيّا غير قابل للنّقض على أنّ ثمّة "وحدة موضوعيّة " - لا تتوقّف على معرفتنا - بين كلّ المشكلات التّي يطرحها الواقع القومــي ، أيّا كان مضمونها وأنّها بهذا المعنى مشكلات قوميّة لا يمكن أن تجد حلّها الصّحيح الاّ بآمكانيات قوميّة وقوى قوميّة في نطاق المصير القومي ...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى